التحقيق مع الحلاج.....شعر:عبد الرحمن سليم الضيخ

أنا الحلاّج
تقفز رأسي المقطوعة الأوتار فوق الرمل
ترسم بالنجيع البكر
إسم الله
تنقش سورة الأذكار
تحت ضمائر الحجر المحنّى
تمنح السّيّاف صكّ براءة
وتحيل أنغام الحلول إلى الجنيدِ
لتركع الأوراد
وتغور في طينٍ
وماء بخّرته قوافل الحمد المحجّلْ
أنا القتيل الحيّ
في كتب الحقيقةْ
أنا الوليّ
أنا المريد.....أنا المرادْ
وغدا سأحمل رأسي المقطوع
من بغداد
أدفنه بأرض القدس
أزرع فوقه سعف النخيل البكر
من نخل المدينةْ
كفني حرير من ثياب الكعبة السمراءْ
سأقول حين سيسأل الملكان
مابعت الزمان ولا المكان
وما كفرت
وإذا سئلت عن الذنوب
سأقول :ذنبي إن أردتم
عاشق ربي بكل المفردات البيضْ
وأراه في حال الشهود
وفي الغياب
وأراه في قلبي
وفي عينيّ
في الجرم المسهّد
في الهواءْ
وبكل ماوقعت عليه العين
أو غابت رؤاه عن الخليقةْ
أنا المغيّب في ضمير الظلمْ
أنا القتيل
أنا...الحقيقةْ
إن شئتمو أن تحرقو جسدي
فصبوا فوقه نفطا وقارْ
أشعلوا بالأخضر المعبود
في الجثمان نارْ
سأقول للملكين
ماأكلوا حصادي
فأنا وبعد الموت
صرت حد يثهم
وحبوني بعض الزيت والكافور والحنّاء
والشيح المقدّ د
والمعلّب ماوراء البحرْ
سأقول للملكين أيضا...
أبّنوني بالشتائم والحروف الصفرْ
باعوني....في سوق النخاسةْ
بصقوا على قبري
وذرّوني رفاتا في مياه الصرف
وعلقوا نعيي على جدران كل حظائر الخنزير
وعمامتي أضحت زمام حصان قيصرْ
ووقود نيران المجوس
* * *
ماذا أقول لمنكر ونكيرْ
إذا سئلت عن الجنيدْ
أأقول قد عجزت حروف لغاته
عن رسم حكم عادل لقضيّتي؟
أأقول قد قرأ الصحيفة
بعد أن دسّت على قوس العدالةْ
أأقول كان السيف والسّيّاف خلف جنابه
إقرأ........
فهذا الحكم ممهور بأختام الخليفةْ
الموت للحلاّج
والسّيّاف يقطف رأسي الممهور بالأختام
والحال.....انطلاق.